Site icon Moroccos News

منطق الغنيمة” يسبق المرجعيات الحزبية والبرامج الانتخابية

مباشرة بعد انتخابات الغرف المهنية، بدأت مجموعة من الأحزاب السياسية تعلن عن تحالفاتها من أجل تشكيل مجالس الغرف على الصعيد الوطني. وظهرت تحالفات شبه موجهة من لدن القيادة الحزبية؛ إذ سارعت بعض الأحزاب، على غرار ما تم في الدار البيضاء، لإعلان تحالفها للفوز برئاسة الغرف المهنية، كما خرجت أحزاب أخرى لتعلن بدورها، في بلاغ مشترك، رفضها وإدانتها لاستعمال المال في انتخابات الغرف المهنية. ويرى بعض المهتمين أن هذه التحالفات التي ظهرت خلال انتخابات الغرف المهنية، قد تكون محددا للتحالفات التي قد تعرفها الاستحقاقات التشريعية وتشكيل

الأغلبية بمجلس النواب. لكن الباحث في السوسيولوجيا السياسية عبد المنعم كزان يرى أنه “من باب المغامرة الأكاديمية القول بأنه يمكن أن تؤشر هذه التحالفات على طبيعة التحالفات المستقبلية في تشكيل الحكومة، أو القول بأن هذه الانتخابات المهنية هي مؤشر على طبيعة النتائج في الانتخابات القادمة”. ولفت عضو المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن جل الأحزاب “تغلب منطق الغنيمة في تحالفاتها على البرامج والمرجعيات الحزبية، كما تهمها الاستفادة من ريع المناصب أكثر من تطبيق الرؤى والتصورات السياسية،

بالإضافة إلى أن جزءا كبيرا من المرشحين هم نتاج عملية الترحال والتدوير (Recyclage)”. وشدد المتحدث على أن التحالفات الحالية لا يمكن أن ترسم خارطة التحالفات بعد الانتخابات التشريعية، على اعتبار أن “النظام التعددي في المغرب لا يسمح بالتحالفات الحزبية، خصوصا وأن رئاسة الحكومة تؤول إلى الحزب الأول طبقا للفصل 47 من الدستور، مما يشكل عائقا دستوريا، بحيث كان الأجدر أن يتم التعيين من طرف الملك باحتساب التكتلات البرامجية، حماية للتعددية الحزبية واستمرارية المؤسسات، طبقا للفصل 42 من الدستور”.وفسر ذلك بأن الملاحظ في تحالفات الأحزاب السياسية سابقا،

تخلي حزب العدالة والتنمية على حزب التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال، كما لوحظ داخل الأغلبية عدم إعمال ملتمس الرقابة في مجموعة من المحطات، بالإضافة إلى فك الارتباط بين مجموعة من الأحزاب. وأكد الباحث عبد المنعم كزان أن البلاغات والتحالفات الظرفية التي يتم الإعلان عنها هذه الأيام عقب انتخابات الغرف المهنية، “هي مفاوضات مصالحية حول دوائر بعينها وغرف بعينها، وربما تعيينات مستقبلية أكثر من تحالفات سياسية يمكن أن تشكل رؤية سياسية لآليات لتنزيل النموذج التنموي، وتنزيل حلول لتجاوز اللحظة الاستثنائية التي يمر منها المغرب”.

قد يهمك ايضا

شباط يكتفي بالانتخابات الجماعية و”جبهة القوى” تغطي كل الدوائر البرلمانية

“الجمعية” تنأى عن مواقف المرشحين للانتخابات